أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن "قول وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل أمس، إن دعوة وجهت لوزير خارجية إيران، "لم تُلب"، يؤكد في تفسيره عقلانية السياسة السعودية. وعلى الرغم من ثبوت تدخل طهران في شؤون الخليج، بما يؤثر على استقراره وأمنه، إلا أن ذلك لم يمنع من ترك الباب موارباً للحديث معها، ووضع النقاط على الحروف في العلاقة مع دولة جارة كإيران، وذلك من باب إعطاء الفرصة لإثبات حسن النوايا، وقطع الطريق أمام خلق أي حالة توتر أكثر في المنطقة. وهي في الأساس لا تحتمل أكثر مما تشهده، من صراعات وحروب واقتتال".
ولفتت إلى أن "ما يحوم حول وجود أصابع إيران في المنطقة أكثر من شبهات، بل يتجاوز التأكيدات في بعض الحالات منها. دعمها سفك دم الشعب السوري على يد مجرم دمشق ملف لا يحتمل السكوت أكثر. مساندتها للميليشيات الطائفية في العراق لا يقل أهمية عن ذلك أيضاً. تبنيها سياسة "التربية على أساس مذهبي" مع حزب الله في لبنان منذ نشأة الحزب ووقوفها وراء ولادته أيضاً ذو بعد تدركه الرياض. الوقوف وراء جماعة عبد الملك الحوثي في اليمن ملف ليس أقل أهمية مما سبق. كل ذلك مقروناً باستعراض القوة "الدوري" لطهران، ملفات في منتهى الأهمية والحساسية".
وأضافت: "بالرغم من كل ذلك، تطالب طهران على الدوام ببناء علاقات مع دول الجوار، وبالرغم من كل ذلك في المقابل، لم تقف المملكة مغلقةً أبوابها معها، من منطلق الحكمة والتوازن في التعاطي السياسي العقلاني مع دولة جارة كإيران. الرسالة السعودية التي وجهتها على لسان الفيصل أمس جاءت من "منطلق قوة" وثقة في النفس تقدم وتغلب الخير على الشر".
وأشارت إلى أن "المشكلة في طهران التي يقودها في الحقيقة "المرشد" من وراء ستار، هي ربط كل تفاصيل علاقاتها بدول الجوار بملفها النووي، الذي تدخل من أجله مفاوضات جديدة الأسبوع المقبل مع مجوعة الـ5 + 1، وفي مقابل ذلك لم ولن تقدم أي تنازل قد ينعكس على المنطقة بشكل إيجابي. حتى الداخل الإيراني متضرر من تلك السياسة".
وأكد أن "المهم في نهاية المطاف إثبات حسن النوايا المسبق من قبل المملكة "كما هي العادة"، الذي ينتظر في مقابله إثباتا لحسن نوايا مواز، يُنتظر أن يرى النور في طهران".